ما عساني أفعل و لم يبق لي من الحب غير الكلام و مشاعر يتيمة تبحث عن حضن دافئ في ملجأ الأيتام ، و ما عساني أقول و قد تجاوز لساني حدود الغزل و التغني إلى ما وراء الخيال و تمرد قلبي على دنيا القلوب حتى أنه ضحى بنبضه في معارك الجفاء الصغرى و مات في اليوم ألف مرة في ساحات العذاب الكبرى.
طالبني حب العادة بإلقاء حب فوق العادة جانبا و الإستسلام لجنده و رفع راية التوبة من حب فريد لا يقاوم ، و لكني تماديت في العناد و جندت من كل روض ساحر كلمة ثم دربتها في حضن قصيد بهيج لتلتحق بكتيبة السطور في إلياذة الصدق ، و غارت عذارى الشام كثيرا من حرف أصيل مخلص لديار السلام و عاتبتني صبايا المغرب بكل جريء من دلال على إسرافي في ذرف الدمع على باب المشرق و هددتني حرائر الخليج بسوط حصار يمنع عن فؤادي كل لمسة عشق من أكناف الأسطورة و عن روحي كل فسحة نسيم قادمة من أرض شهيدة.
هكذا كنت أتلقى سهاما عجيبة من كل حدب و صوب في حرب الأيام وحيدا بلا لقب حتى أصبح نجم أملي قاب قوسين أو أدنى من الأفول ، و إذا بحمام كريم زاجل أصيل الجناح يناديني و بكل أسماء الحياة من سماء غير السماء :
قم يا ابن الفرح الأكبر ، ليس ثمة ما يدعوك للسقوط.
## الصغير ##
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق